الاحتلال الامريكي للعراق وموقف الامم المتحدة

الملخص

يمثل الاحتلال الامريكي للعراق ذروة التغير في النظام الدولي على القضية العراقية تطبيقا لاستراتيجية الامن القومي الامريكي التي تبنتها ادارة "جورج دبليو بوش" في سبتمبر 2002 , ولا سيما مبدأ الضربات الوقائية بحيث يمكن القول ان العراق كان ساحة الاختبار الاولى لهذه الاستراتيجية الجديدة . ومع ان الادارة الامريكية قدمت هذه الاستراتيجية باعتبارها ردا عمليا من جانب هذه الادارة على هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن , فأن الافكار الرئيسة التي تضمنتها كانت تمثل في واقع الامر تطبيقا عمليا لافكار كبار مسؤولي ادارة "بوش" ومنظري اليمين المحافظ واليمين الديني في الولايات المتحدة اللذين وجدا في هجمات سبتمبر فرصة مثالية لتطبيق الافكار التوسعية للتدخل في الساحة الدولية . ان الاحتلال الامريكي للعراق جاء مخالفا لما نص علية ميثاق الامم المتحدة المتعلق بحق الدفاع الشرعي المكتسب للدول اذا ما تعرضت الى اعتداء مسلح عليها او التهديد الوشيك وبذلك حطمت قواعد القانون الدولي وقوضت فاعليتها وعليه يمكن القول ان الولايات المتحدة الامريكية تمكنت من تطويع منظمة الامم المتحدة للعمل على تحقيق اهدافها بعد تغليفها برداء الشرعية الدولية .